ليون الأفريقي

“كثير من الرجال يستكشفون العالم بأسره سعياً لتكوين ثرواتهم. أما أنت يا بني, فستجد الثروة أثناء سعيك لاكتشاف العالم”. أمين معلوف – رواية (ليون الأفريقي)

قليل منا يعرفون من هو ليون الأفريقي Leo Africanus بالرغم من اهتمام الدوائر العلمية الغربية به, خاصة تلك المتخصصة في التاريخ و الجغرافيا, إذ يعتبرونه من الرواد في البحث الجغرافي في أفريقيا , فقد قدم خدمات جليلة للثقافة و البحث ساهمت في إثراء الثقافة الغربية خلال عصر النهضة.

يوحنا ليون الأفريقي هو الحسن بن محمد الوزان الزياتي, ولد في غرناطة في عام 894هـ, أي قبيل دخول الملكة إيزابيل و زوجها الملك فرديناند. و عندما طرد العرب من آخر مدينة لهم في الأندلس بعد حكم قارب السبعة قرون, هاجرت أسرته للمغرب للعيش بمدينة فاس. في هذه الفترة كانت فاس تتزعم العواصم المتمدينة حضارة و علماً, و عليه ليس من الغريب أن ينمو في الوزان الشغف بالثقافة و العلم. و قد درس في جامعة القرويين التي كانت تعد من أهم المنابر العلمية آنذاك (جدير بالذكر أن تلك الجامعة تم تسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية Guinness World Records كأقدم مؤسسة للتعليم العالي تعمل حتى الآن, يأتي بعدها مباشرة جامعة الأزهر بالقاهرة ثم جامعة المستنصرية ببغداد, و قد درس فيها شخصيات مهمة مثل الشريف الإدريسي, ابن خلدون, موسى بن ميمون الطبيب و الفيلسوف اليهودي, سيلفستر الثاني الذي شغل منصب البابا في آواخر القرن العاشر). أهلّته دراسته لأن يكون فقيهاً, ثم رافق أحد أعمامه في بعثة دبلوماسية إلى جنوب غرب أفريقيا, وصل خلالها إلى تمبكتو و ممالك أفريقية أخرى. في وقت لاحق زار مصر و القسطنطينية في مهام تجارية و دبلوماسية, كما حج أثناء إقامته في المشرق, و كان لتلك الزيارات أعمق الأثر في إثراء معلوماته, الأمر الذي ساعده على إتمام كتابه المعروف “وصف أفريقيا”.

أثناء رحلة العودة من القاهرة في عام 1518, سقط في الأسر على يد قرصان خلال توقف سفينته بالقرب من جزيرة, في الأغلب هي جزيرة جربة Djerba بالقرب من سواحل تونس, و في مقولة أخرى أنه أُسر بالقرب من جزيرة كريت. و تم إقتياده إلى جزيرة رودس Rhodes حيث يقطن جماعة فرسان القديس يوحنا Knights of St. John, ثم اقتيد بعد ذلك إلى روما كهدية للبابا ليون العاشر Pope Leo X الذي أكرمه و أعطاه مميزات عديدة في بلاطه. و قد كان البابا (لحسن حظ الوزان) من محبي العلم و العلماء, فأعجب بخبرات حسن الوزان و دقة معلوماته, مما مكنه أن يحظى بمكانة رفيعة في وسط أوروبي غير مألوف لديه.

تخبرنا المصادر بأن البابا دعاه إلى إعتناق المسيحية, في سنة 1520، و البقاء لتدريس اللغة العربية في روما. فسماه “ليون الأفريقي”, و هو الاسم الذي اشتهر به في الوسط الأوروبي, و لهذا الاسم عدة تصاريف حسب اللغة أو اللهجة المستخدمة: Johannes Leo / Giovanni Leone de Medicis / Leo Africanus. و في 1521 ، فقد معلمه البابا ليو العاشر الذي توفي في ذلك العام. ثم انتقل إلى بولونيا, و عاد في وقت لاحق إلى روما ، بعد زيارة نابولي وفلورنسا. لا يعرف الكثير عن ليون الأفريقي بعد ذلك, و يقال أنه غادر روما في عام 1527 متوجهاً إلى تونس, في حين يقول البعض الآخر أنه شق طريقه من تونس إلى المغرب وتوفي هناك. في كلتا الحالتين يرجح الباحثون أنه قد رجع إلى الإسلام قبل وفاته.

كتب حسن الوزان خلال إقامته بروما مجموعة كتب في اللغة و الأدب و الجغرافيا أشهرها كتاب “وصف أفريقيا”, بالإضافة إلى قاموس عربي-لاتيني-عبري (الجزء العربي منه محفوظ في Escorial Library بأسبانيا). كما درّس اللغة العربية لبعض الطلاب في البلاط البابوي, أشهرهم الكاردينال (الشاعر) Egidio Antonini of Viterbo (1465-1532) الذي بدوره علّم المستشرق الألماني الشهير Johann Albrecht von Widmanstetter (1506- 1557).

نشر كتاب “وصف أفريقيا / Descrittione dell’ Africa” باللغة الإيطالية في سنة 1550 ضمن مجموعة كتب عن الرحلات Delle navigationi e viaggi التي نشرها Giovanni Battista Ramusio. لقي الكتاب نجاحاً هائلاً في أوروبا, و تمت ترجمته للعديد من اللغات. و لحسن الحظ في القرن العشرين تم العثور على النسخة العربية الأصلية للكتاب, و أكتُشف أن Ramusio غيَّر بعض ألفاظ الوزان لجعلها أكثر قبولاً للقارئ الأوروبي, مما أعطى للكتاب بعض الإنطباعات الغير حيادية, خاصة في وصف المجتمعات الأفريقية.

للأسف لا يوجد اهتمام عربي كافي بسيرة حسن الوزان, في حين نجد اهتمام غربي شديد بهذه الشخصية الفذة. إذا جربت أي وسيلة بحث بسيطة على الانترنت باللغة العربية ثم باللغة الانجليزية, لوجدت أن المصادر و الدراسات التي كتبت عنه باللغة الانجليزية أضعاف ما كتب عنه باللغة العربية. بل أن بعض المؤسسات قامت بتمويل أبحاث متخصصة في سيرة هذا الرحال, و أقيمت مؤتمرات دولية جمعت متخصصين من مجالات مختلفة (تاريخ, علم الإنسان, الجغرافيا, علم اللغة, الفلسفة) تبحث في دلالة استكشافاته, مثل المؤتمر الذي نظمته l’École des Hautes Études en Sciences Socials بباريس في مايو 2003. من جهة أخرى يعد أشهر الاهتمام العربي به هو رواية “ليون الافريقي” التي كتبها الكاتب اللبناني أمين معلوف بالفرنسية في 1986, و التي لاقت صدى كبير في الأوساط الأدبية العربية و الغربية.

ما أحوجنا اليوم إلى دراسة مثل تلك النماذج التاريخية للتفاعل الحضاري و الثقافي بين الشرق و الغرب, دراسة تبني هناك قاعدة صلبة لمتطلبات الحوار بين الحضارات و ال.

مصادر مقترحة لمزيد من المعلومات عن حسن الوزان:

www.leoafricanus.com

“حياة الوزان الفاسي و آثاره” محمد المهدي الحجوي , المطبعة الاقتصادية, الرباط, 1935 .

“Trickster Travels: A Sixteenth-Century Muslim between Worlds”, Natalie Zemon Davis, New York: Hill and Wang, 2003, ISBN: 0–8090–9434–7.

Alice 2

‘Cheshire Puss…. Would you tell me, please, which way I ought to go from here?’

‘That depends a good deal on where you want to get to,’ said the Cat.

‘I don’t much care where—’ said Alice.

‘Then it doesn’t matter which way you go,’ said the Cat.

‘—so long as I get SOMEWHERE,’ Alice added as an explanation.

‘Oh, you’re sure to do that,’ said the Cat, ‘if you only walk long enough.’

Alice felt that this could not be denied, so she tried another question. ‘What sort of people live about here?’

‘In THAT direction,’ the Cat said, waving its right paw round, ‘lives a Hatter: and in THAT direction,’ waving the other paw, ‘lives a March Hare. Visit either you like: they’re both mad.’

‘But I don’t want to go among mad people,’ Alice remarked.

‘Oh, you can’t help that,’ said the Cat: ‘we’re all mad here. I’m mad. You’re mad.’

‘How do you know I’m mad?’ said Alice.

‘You must be,’ said the Cat, ‘or you wouldn’t have come here.’

From Alice in Wonderland

such a weird conversation!

عالم جديد شجاع – Brave New World

في المعتاد, لست من هواة أدب الخيال العلمي Science Fiction بإستثناء بعض الأعمال المتميزة فعلاً. فالخيال العلمي ارتبط عندي بمسلسلات مثل Star Trek التي لا تعجبني على الإطلاق. و لكن إهتمام السيد خطيبي الشديد لهذا النوع من الأدب شد انتباهي, فهو يرى أن هذا الأدب له إمكانيات هائلة في إلغاء القيود من العقل البشري و تحريره للتفكير في أمور “غير معقولة” في اللحظة الحاضرة, و لكن يفاجئ القارئ بعد مرور فترة طويلة من الزمن أن تلك التوقعات حدثت (أحيانا حرفيا!).  و لذلك طلبت منه توجيهي لقراءة أعمال استساغها, و قد نصحني مشكوراً بقراءة قصتين: “1984” لجورج أورويلGeorge Orwell  و “عالم جديد شجاع / Brave New World” لأدولس هاكسلي Aldous Huxley, لأن هذين العملين يهدفان إلى تخيل المجتمع في المستقبل, بالرغم من اختلاف محتوى القصتين, إلا أنهما وصلا إلى نفس النتيجة.

 

في هذه التدوينة سأعرض مقتطفات من “عالم جديد شجاع”, و إن شاء الله المرة القادمة سأتحدث أكثر عن 1984…

 

 Brave new World كتبت في عام 1932 و تدور في فلك مجتمع ليبرالي شديد التحرر, حيث “ينتمي الكل للكل / Everybody belongs to everybody” , اهتمام الأفراد الوحيد هو الاستمتاع, الجنس هو مجرد لعبة يشجع الأطفال على لعبها منذ الصغر, الموت شئ طبيعي و لا يستوجب الإنفعال, المجتمع ينقسم إلى عدة مجموعات: Alpha-Beta-Gamma…, كل مجموعة يتم تربيتها في بيئة خاصة بها شبيهة بالمصنع, و يتم تلقينهم طوال الوقت (و حتى أثناء نومهم) كل الأفكار التي يجب أن يؤمنوا بها, لا توجد أي علاقات أسرية, في حالة الشعور بأي منغصات أسهل شئ هو اللجوء للمخدرات,,,

القصة ممتعة جداً و لن تأخذ أكثر من يومين أو ثلاثة إذا كان عندك بعض من الوقت للقراءة 🙂

فيما يلي مقتطفات من جحوار دائر بين واحد من المتحكمين في النظام مع شخص ولد بالخطأ في آخر مجتمع بدائي: 

“The world’s stable now. People are happy; they get what they want, and they never want what they can’t get. They’re well off; they’re safe; they’re never ill; they’re not afraid of death; they’re blissfully ignorant of passion and old age; they’re plagued with no mothers or fathers; they’ve got no wives, or children, or lovers to feel strongly about; they’re so conditioned that they practically can’t help behaving as they ought to behave. And if anything should go wrong, there’s soma.” said the Controller.

The Savage shook his head. “It all seems to me quite horrible.” “Of course it does. Actual happiness always looks pretty squalid in comparison with the over-compensations for misery. And, of course, stability isn’t nearly so spectacular as instability. And being contented has none of the glamour of a good fight against misfortune, none of the picturesqueness of a struggle with temptation, or a fatal overthrow by passion or doubt. Happiness is never grand.”

“If you allowed yourselves to think of God, you wouldn’t allow yourselves to be degraded by pleasant vices. You’d have a reason for bearing things patiently, for doing things with courage.” said the Controller. “We prefer to do things comfortably.”

“But I don’t want comfort. I want God, I want poetry, I want real danger, I want freedom, I want goodness. I want sin.”

“In fact,” said Mustapha Mond, “you’re claiming the right to be unhappy.”

“All right then,” said the Savage defiantly, “I’m claiming the right to be unhappy.”

“Not to mention the right to grow old and ugly and impotent; the right to have syphilis and cancer; the right to have too little to eat; the right to be lousy; the right to live in constant apprehension of what may happen to-morrow; the right to catch typhoid; the right to be tortured by unspeakable pains of every kind.” There was a long silence.

“I claim them all,” said the Savage at last.

Mustapha Mond shrugged his shoulders. “You’re welcome,” he said.

 They say that it is the fear of death and of what comes after death that makes men turn to religion as they advance in years. But my own experience has given me the conviction that, quite apart from any such terrors or imaginings, the religious sentiment tends to develop as we grow older; to develop because, as the passions grow calm, as the fancy and sensibilities are less excited and less excitable, our reason becomes less troubled in its working, less obscured by the images, desires and distractions, in which it used to be absorbed; whereupon God emerges as from behind a cloud; our soul feels, sees, turns towards the source of all light; turns naturally and inevitably; for now that all that gave to the world of sensations its life and charms has begun to leak away from us, now that phenomenal existence is no more bolstered up by impressions from within or from without, we feel the need to lean on something that abides, something that will never play us false–a reality, an absolute and everlasting truth. Yes, we inevitably turn to God; for this religious sentiment is of its nature so pure, so delightful to the soul that experiences it, that it makes up to us for all our other losses.'” Maine de Biran.

Books by Ambassador Dr. Ihab El Sherif

I’ve heard so much about the late Ambassador Dr. Ihab El Sherif, who was kidnapped and murdered in Iraq in July 2005, about him personally and professionally with those who have known him and worked with him. Very recently I got to know that he was also a writer, and a very good one I must say, and that he was interested in travel literature, taking advantage of the opportunites the long stay that his career demanded.
 
Few days ago, I was lucky enough to skim through one of his books: India, Secrets and Keys. I was astounished with the richness of the book. This is not an ordinary travel book with some photos and tips. It is a complete work of art, FULL of pictures (on every page there was on average from 3 to 7 photos, multiplied by around 250 pages, equals more than 1000 photo!), poetry, quotes, maps, descriptions, impressions,,,,
 
I also found out that he wrote other books about his travels in arabic. So these days I’m on the hunt for these books: الهند , أسرار و مفاتيح (نشره المجلس الهندي للعلاقات الثقافية) – بلاد الجن و الملائكة( نشره دار المستقبل العربي) – أوروبا , الحلم و الحقيقة  ( نشرته المفوضية الأوروبية) – ألمانيا اليوم (نشرته دائرة الصحافة و الإعلام التابعة لحكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية).ء

This is what I found with some googling:

boswtol.com

كُتُب السفير -وهو بالمناسبة حفيد الأديب محمد المويلحي- التي يمكن تصنيفها ضمن أدب الرحلات، عكست رؤيته المؤمنة بالحوار مع الثقافات وأنه لم يكن يكتفي فيها بالسطح وإنما كان يبحث بحثا عميقا فيما خلف الصور اللامعة، ويجمع التاريخ بالحاضر، ويراقب عادات الناس ويحلل أفكارهم ليصل إلى روح البلد.

وقد قال الأديب “جمال الغيطاني” عن كتابات “الشريف”: “يمكن للإنسان في أسفاره أن يرى أماكن جميلة، وعمارة رائعة، لكن الأمر سيكون أجمل لو أن المرء عرف البعد الزمني للمكان، ماذا جرى فيه، ومن أقام به؟ ومن حل ومن عبر؟ وهذا بالتحديد ما وجدته في كتب إيهاب الشريف..”

وعن كتابه “بلاد الجن والملائكة” الذي كتبه عن فرنسا أضاف الغيطاني: “إن هذا الكتاب يمكن اعتباره نوعا فريدا في أدب الرحلات، فهو لا يعتمد فقط على النص المكتوب شأن كل أدب الرحلات العربي، لكنه يضع الصورة على مستوى النص، والصورة هنا ليست لقطة كارت سياحية، لكنها صورة فنية من خلال رؤية ونظرة فنان مرهف، حساس، يجيد التقاط اللحظة الفريدة بما تحويه من موقف وضوء وحضور إنساني”.

alarabiya.net:

وولد الشريف في عام 1954، ودرس الأدب الفرنسي في مصر، قبل أن يحصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس حول الإسلام السياسي، وله عدة مؤلفات في أدب الرحلات حول الهند وفرنسا وألمانيا.

 

Links:

المجوس – إبراهيم الكوني

More Quotes…

ورد في الأساطير القديمة أنهم أشرّ من الجن و ينافسون وحوش بني آوى في الغدر. ما أن يبلغ الولد العاشرة حتى يقيموا له طقوس الرجولة. ينفصل بعدها عن أمه و أبيه. يتعلم الشك و يتوقع الخيانة من أقرب الأقرباء. يهجر البيت و يذهب إلى السهول و الغابات ليتدرب على النوم واقفاً. يتدرج في التمارين من الاستناد على سيقان الأشجار أو الاعتماد على صخور البرإلى أن يقف على قدميه و يتمكن من أخذ كفايته من النوم دون مساعدة.

ص106

“هذا حدث في كل الديانات, مؤسسوها قادوا الإنسان إلى الصحراء… بعيداً عن مصر. و لكن جاء قادة آخرون و عادوا فجرّوه إلى الوراء, نحو مصر جديدة, برغم أنهم أطلقوا على الأخيرة أرض الميعاد.” أريك فروم – “التحليل النفسي و الدين”

ص 105

رأى في عينيها وميضاً. نفس الوميض الذي رآه في عيني “تافاوت”. الوميض الغامض الذي لا يخفى على الدراويش, و يسميه مجاذيب الزوايا عشقاً و يقولون إنه من صفات السماء. و لكنه يظهر على الأرض في مكان واحد: في عيني امرأة!

ص172

لماذا تقيد نفسك بالنبل كما يفعل البلهاء؟

ناموس الصحراء؟

ليس ناموس الصحراء.

ناموس.. الناس, في الصحراء.

و ما علاقتك بالناس في الصحراء؟ أنت ودان الجبل, غزال البرية. طائر الفردوس. لم أسمعك تتحدث عن ناموس الناس قبل اليوم.

مادمت قررت أن أنزل إلى سهلهم فيجب أن ألتزم بقانون السهل.

الغناء ناموس الصحراء. و النبل .. لا . ليس النبل. كل أهل الصحراء يخلطون بين النبل و الكبرياء. لماذا تسمى كبرياء هؤلاء المغرورين نبلاً؟ … ينفخون صدورهم بالكبرياء كما ينفشون أجسامهم بالثياب و يدّعون أنهم يفعلون ذلك حسب شروط النبل الذي ورثوه عن الآباء و الأجداد. افتراء. افتراء. هل تدري أنهم يفترون على الأموات؟

ص181

احترق قرص النار حتى كاد يقطر بالدم. اقترب من حافة الأفق مكسوراً. انطفأ الوهج و فقد الغطرسة و أصبح بائساً, ذليلاً, حزيناً. الصحراء لا تسمح بحال أبدي. حتى الجلاد الخالد كسرت كبرياءه و جعلته يغرب مكسوراً, محطماً, شقياً.

ص182

بماذا تتمتم شفاه الريح؟

تتحاور مع الجان في تجاويف الصخور و بين ألواح ايدينان. تنفخ أشداق الثياب و الأكمام و تملأها بسر الصحراء. تعوي في الخلاء بفجيعة الذئاب الجائعة لأنها أيضاً جائعة. تتحرق للنيل من ضحايا المجهول. تداعب الرملة اللعوب و تزرع على وجهها الموج و الغضون و التجاعيد. تسطر الرموز على التراب و تحفر الرسوم لتنافس أنامل الأولين المبدعين الذين نقشوا الشِعر مجسماً على الحجر.

الريح..

بأي سر تأتي الريح؟

ص 206

نجوم الصحراء. دموع الليالي الباردة. ضرع الساحرات.. يحلبن من ضيائه التعاويذ و الرؤى. معجم العرافين و مرآتهم, في صفحته يقرأون النبوءات. أقراط الحسناوات عندما يموت رجالهن في الغزوات.

النجوم..

دليل التائهين. نديم المهاجرين الذين كتبت عليهم الصحراء أن يعيشوا في المنفى إلى الأبد.

“اشيت اهظ”. تتجمهر في الظلمات. تتهامس بسر الخلاء. تتكدس كعرجون بلح في أعناق النخيل.

“ايدي”.. مهاجر وحيد, معلق بين السماء و الأرض, ينافس البدر في البريق, و لا يتزحزح عن المبدأ. مشدود بوتد كي يضئ الصراط للباحثين عن “واو”.

“طالمت” .. تبرك في قلب الليل كعجوز صحراوية حكيمة. تروي الاساطير للأجيال عن المنفى الأبدي “واو الضائعة” و “آنهي” الذي فُقِدَ ففقدوا الحقيقة و أضاعوا الطريق.

ص218

ماذا يجني الصحراوي من حياة الترحال و الشقاء إذا لم يتوج حياته بالعثور على واو و هو الذي لم يخلف أثراً يحمل اسمه, ذرية تحمي نسله من الانقراض و الزوال؟ القليلون فقط الذين ابتسمت لهم السماء و فتحت أبوابها ليدخلوا إلى واو يستطيعون أن يضحوا بالذرية و يزهدوا في نسل يحمل اسمهم من بعدهم. و غير هؤلاء القلة, فإن حاجتهم إلى حماية الأصل تفوق أي حاجة أخرى في الحياة.

ص270

لم يكن يعلم أن من عاش مع الوحوش و رضع من حليب الذئاب هو ذئب و وحش. و لم تكن هي تعرف أن خلف هذه الكتلة القبيحة من الشعر و الأظافر يرقد قلب درويش برئ أضاع الطريق إلى واو فرضع من حليب الذئاب. لم تكن الراعية المسكينة تدري أن الإنسان مهما تاه في البرية الأبدية فلا بدّ أن يجد الطريق إلى حواء, لان المرأة هي المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يعيد الوحش إلى حظيرة البشر حتى لو كان درويشاً من فصيلة الذئاب.

ص298

يوتوبيا – د. أحمد خالد توفيق

هأنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى صرتم تأكلون الكلاب !.. لقد أنذرتكم ألف مرة ..حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان ونبوءات أورويل وهـ .ج. ويلز.. لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة وتنامون
الآن أنا أتأرجح بين الحزن على حالكم الذي هو حالي، وبين الشماتة فيكم لأنكم الآن فقط تعرفون .. غضبتي عليكم كغضبة أنبياء
العهد القديم على قومهم، فمنهم من راح يهلل ويغني عندما حاصر البابليون مدينته .. لقد شعر بأن اعتباره قد تم استرداده أخيرًا حتى لو كانت هذه آخر نشوة له .. إنني ألعنكم يا بلهاء ألعنكم لكن ما أثار رعبي أنهم لا يبالون على الإطلاق .. لا يهتمون البتة ..
إنهم يبحثون عن المرأة التالية ولفافة التبغ التالية والوجبة التالية ولا يشعرون بما وصلوا إليه

These harsh words written on the back cover of Utopia, totally describes what this novel is all about.

I am a big fan of Dr. Ahmed Khaled Tawfik. I spend long hours reading ما رواء الطبيعة, سفاري, فانتازيا,,,, and one way or another, it shaped parts of my reading orientations. And as I’m used to reading the small booklets published mainly during the summer vacations, I was surprised to find a small novel on the bookstores stand. It is called Utopia.

تدور أحداث الرواية في سنة 2023 حيث تحولت مصر الي طبقتين, الاولي بالغة الثراء والرفاهية وهي (يوتوبيا) المدينة المحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز التي تقع في الساحل الشمالي و الثانية فقر مدقع و تعيش في عشوائيات و يتقاتلون من أجل الطعام والرواية تحكى قصة شاب غنى من يوتوبيا يريد أن يتسلى ويقوم بمغامرة لكسر ملل الحياة ورتابتها وهى صيد إنسان فقير من سكان شبرا واللعب به مع أصحابه للحصول على متعة ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده على سبيل الفخر وهى من الهوايات الجديدة للأغنياء الذين يعيشون في الساحل الشمالي تحديدا في يوتوبيا التي تشكل عالم الأغنياء

 The freaking thing about this novel is that it is based on reports that are recently published, tackling issues like drugs, poverty,,,, and sometimes news from website such as masrawy.com, it was painful to know that this story might actually happen, especially when you look at the emminent threat of el 3ashwa`eyat!

Rabena yostor!!

عزازيل – يوسف زيدان

I recently finished reading the controversial novel “Azazil”, written by Youssef Zidan. I was eager to get this novel since my father asked me to find it for him (my father is not usually interested in Arabic literature!). When I started it, I was intrigued. The writer said in the introduction that he asked for this book to be published after his death, and that this is an honest translation of scriptures found in Syria

“يضمُّ هذا الكتابُ الذى أَوْصيتُ أن يُنشر بعد وفاتى، ترجمةً أمينةً قَدْرَ المستطاع لمجموعة اللفائف التى اكتُشفتْ قبل عشر سنوات بالخرائب الأثرية الواقعة إلى جهة الشمال الغربى من مدينة حلب السورية … وقد وصلتنا بما عليها من كتابات سُريانية قديمة في حالةٍ جيدةٍ، نادراً ما نجد مثيلاً لها، مع أنها كُتبت في النصف الأول من القرن الخامس الميلادى…محفوظة في صندوق خشبى، محكم الإغلاق، أودع فيه الراهبُ المصرىُّ الأصل هيبا مادوَّنه من سيرةٍ عجيبة وتأريخٍ غير مقصود لوقائع حياته القَلِقة، وتقلُّبات زمانه المضطرب…”

Writing this in theintroduction gave me the impression that this novel is based on true story at least, I didn’t know whether Youssef Zidan was dead or alive. Later on, I read in different articles that depicted the arguments between the writer and the Coptic church that the word “novel” on the cover of the book gave him the right to do whatever he liked in the content. I agree and disagree at the same time. You can be as creative as you want while writing fiction, but at the same time, writing fiction based on historical events while putting your fictitious assumptions / impressions, this is a dangerous thing.

Despite the importance of history, people generally are not interested in reading it unless it is in the form of a story. A clear example is the story of واإسلاماه written by Aly Ahmed Bakathir علي أحمد بكثير, everyone remembers the story of the famous mamluks with the جهااااااد…. سلاااااامة… And while writing a novel such as “Azazil”, with that much sensitivity, further discretion must be put into consideration.

The story is about the diaries of an Egyptian Monk living in the 5th century, he travelled from upper Egypt, to Alexandria to Jerusalem and then to Antioch. He was witnessing great events and had very troubled thoughts about it.

The novels tackles major historical figures, such as Nestorius, Cyril of Alexandria, Hypatia of Alexandria ,,, among others.

Hypatia was a 5th century Greek scholar from Alexandria, considered the first notable woman in mathematics, who also taught philosophy and astronomy. She lived in Roman Egypt, and was killed by a Coptic Christian mob who blamed her for religious turmoil. She has been hailed as a “valiant defender of science against religion”, and some suggest that her murder marked the end of the Hellenistic Age. In interviews with the writer, he mentioned that her death represented the death of reason in the region, and that it took centuries for another enlightened mind to flourish. It’s obvious that he truly admired Hypatia, in the novel, the monk named himself “Hypa”, taking the first part of her name.

The contemporary Christian historiographer Socrates Scholasticus described her in his Ecclesiastical History:

There was a woman at Alexandria named Hypatia, daughter of the philosopher Theon, who made such attainments in literature and science, as to far surpass all the philosophers of her own time. Having succeeded to the school of Plato and Plotinus, she explained the principles of philosophy to her auditors, many of whom came from a distance to receive her instructions. On account of the self-possession and ease of manner, which she had acquired in consequence of the cultivation of her mind, she not unfrequently appeared in public in presence of the magistrates. Neither did she feel abashed in going to an assembly of men. For all men on account of her extraordinary dignity and virtue admired her the more.

 

As for the conflict between Nestorius and Cyril of Alexandria ( who is counted among the Church Fathers and the Doctors of the Church, he is also called “Pillar of Faith” and “Seal of all the Fathers”), it is mainly about the nature of the Virgin Mary. Nestorius objected to the popular practice of calling the Virgin Mary the “Mother of God” theotokos; he instead preached that “Mother of Christ” Christotokos would be more fitting.  He was condemned at the Council of Ephesus in 431 and he was then dethroned. Alongside the Christological debate, other factors were to come into play in the controversy that would ensue, including a political struggle between the supporters of the See of Alexandria and the See of Antioch, the influence of the Emperor over the See of Constantinople, and the patriarchal primacy of the Pope.

For further elaborations on the story, check out: http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=114070,